مقدمة
ما اهم تلك الأوراق في حياة رندا ... تعشق الكتابة بشكل جنوني .. تكتب كل مايدور حولها من احداث ومواقف ، تجيد كتابه النثر وخواطر النفس حين تحزن وحين تفرح .. وسنقرأ جميعا ماتحتويه مذكرات رندا ...
لرندا شقيقة تكبرها بـ 4 سنوات ، ولهما اثنتيهما اب قاسي جدا ، وام ضعيفه لاتقوى على الدفاع عن نفسها ولا عن بناتها ضد جبروت زوجها .
والدهما يمتلك متجرا في منتصف البلدة التي يسكنونها ، ويصر بشكل عجيب ان لا تخرج تلك الثروة إلى غريب من خارج العائلة ، فهو يصر على تزويجهما اجباريا من ابني عمهما المتوفي ( وليد ، وسعيد )
سأبدأ بحول الله سرد الروايه التي اتمنى ان تحوز على اعجاب الجميع
*-*-*-*
هذا اليوم كان اهم يوم في حياة المجتهدة وفاء ،،
اليوم وفاء صارت أستااااذة بعد ما نجحت بإمتياز في رسالة الماجستير اللي حضرتها ..
وفاء اللي تخرجت من كلية ادارة الأعمال حصلت على نسبة تخولها تلاقي احسن وظيفة وفي احسن الأماكن المرموقه .. وغير كذا عميد الجامعة الأستاذ عدنان - صديق ابوها - وعدها بأنه هو اللي حيلقى لها الوظيفة اللي تتمناها
دقت وفاء باب مكتبه ،، وناظر ولقي بنت صديقه وطالبته المجتهدة وفاء واقفه ع الباب ..
اتعدل في جلسته وابتسم وقال لها بترحيب :
وفاء ؟؟ ياهلا والله ،، اسفرت وانورت !! تفضلي يابنتي تفضلي ... نورتي مكتبي !
وقبل ماتدخل رفعت وفاء شهادة الماجستير والفرحة مو سايعتها .. قالت لعدنان وهي في قمة سعادتها :
شوف شوف يااستاذ .. حاجه ماتصدقها ،، خلااااااص صار معي الماجستير الحين ، اناوالله لسه مومصدقة اني خلاص حققت اهم طموحاتي ..
ضحك عدنان على حماسها وطريقتها الحلوة في التعبير عن فرحتها وقال بقصد انه يقهرها :
ليه ياوفاء ؟؟ شكلك كنتي تشّكي بقدراتك .. صح ؟؟؟؟
كشرت وفاء بطريقه مرحة وردت عليه :
- هههههههه، انت تدري يااستاذ اني مو هذا اللي اقصده ،، انت سيد العاااااارفين بوضعي مع ابوية ويباسة عقله!! وتدري ابوي من الأساس كان رافض اني اكمل دراستي والحين راح يوقف كمان بوجه طموحاتي بالوظيفه .
عدنان :......
وفاء : لازم القى مية طريقة وطريقه تكون مقنعه عشان يوافق اتوظف ويارب يسهلها من عنده
عدنان : خلي الأمور علي انا ولا يهمك بحول الله انك راح تتوظفين وابوك ماراح يوقف بوجهك انا امون عليه وان شاء الله يسمع مني 
وفاء : يوووووو وربي راح تكون من جد كملت معروفك معاي .. ما ابي اصير نسخة ثانية من رندة اللي ابوي وقفها عن الدراسه بعد الثانوية عشان يزوجها لسعيد ولد عمي ..
عدنان : وفاء لا تستبقي الأمور وتكدري خاطرك خلاص عيشي فرحتك بالماجستير وروحي لأمك وبشريها وبشري اختك كمان لين القى حل شلون اقنع ابوك ...
وفاء : ايه ادري وبعد ما ابوي يعرف بهالشيء راح يرجع ويفتح معاي نفس الموضوع الكئيب واللي فقع مرارتي فيه !!!
عدنان : موضوع ولد عمك وليد صح ؟؟!!
وفاء : المصيبة ابوي عارف ان وليد يحب وحدة ثانية ومستحيل يفكر في غيرها ومع كذا فارضني عليه فرض !! والله اتبهذلت واتشرشحت كرامتي !!
عدنان : ..... والله مدري وش اقول لك !!
وفاء : عن اذنك استاذ
عدنان : تفضلي يابنتي وربي يوفقك ان شاء الله ،، اتصلي فيني تلفون بعد ما تواجهي العاصفة ،، اوه ،، اقصد ابوك اوووك ههههه .
ابتسمت وفاء وهي حزينة وخايفة من هالمصير اللي ابوها فارضه عليها ...
وفاء بنت جميله وملامحها ناعمة حنطية البشرة عيونها كبار ووجهها مستدير وشعرها اسود ناعم وموب طويله ولا قصيره ،، مرحة وحبوبة وفرفوشه تعشق المزح والإستهبال .. غير كذا ذكية وطموحة وعملية فيها جانب رومانسي لكنها ما اكتشفته بعد ، وتحب الحرية وستايل تعشق الموضة وكل جديد
========
رجعت وفاء في البيت قريب العصر وكان ابوها ع الباب مستنيها ويطالع في الأرض ... يوم شافته وفاء اتسمرت مكانها وهي متفاجأة وخايفة وقالت بصوت منخفض :
- ابوي ؟؟؟ السلام عليكم ؟؟ معليش اليوم تأخرت شويتين ...
مارد ابوها وهي تابعت كلامها تحمسه :
-اليوم اخذت شهادة الماجستير .. عشان كذا تأخرت زحمه وحاله ، بس انا فرحااانة موت واتمنى تباركلي خلاص صرت استاذة ورفعت راسك 
خفت حدة نظراته وكأنه اتأكد انه تأخيرها كان لأمر جدي ومو امر مشكوك فيه ، وقال لها ببرود :
- مبروك . لكنك تدري ان مو بالطريقه ذي ترفعي راسي ، انتي عارفتني انسان بدائي ودقه قديمه على قولتكم !!! هذه الأمور وافقت عليها عشانك مو عشاني !!
وناظر فيها وقال لها :
- يلة الغدا .. متنا جوع وحنا ننتظرك ...
اشرت له بأنه يلة جاية ...
قام من مكانه ودخل غرفه الأكل وهي تنفست الصعداء من هالمواجهة الصعبة لأنها اتأخرت ساعه ونص وهالشيء مو هين عند ابوها !!!
ابوها ( سليمان احمد ) انسان جدا قاسي ، في الستين من عمره ، تزوج امها وهو بأواخر الثلاثينات وتفكيره بدائي وصعب ، عنده متجر كبير له ولأخوه المتوفي ورثهم عن ابوه ، وعند اخوه ولدين ( وليد وسعيد ) والعم سليمان ( ابو وفاء ) مصر يزوج عيال أخوه لبناته بقصد ان لا يروح المتجر بالمستقبل للغرب ! لأنه عنده اعتقاد انه كل مادخلوا للعايله ناس جدد كل ماقاسموا بالمتجر الي ضيع سنوات عمره عليه
راحت وفاء عند امها واختها رندا بالمطبخ وورتهم الشهادة والأرض مو واسعتها من الفرحة ... حضنتها امها بقوة وبكت .. ماكانت مصدقة انها اخيرا حققت حلمها بتعليم بنتها
وفاء : امي ليش هـ الدموع الحين ضروري تخربين فرحتي !!! وهـ يمه لازم تنكدين علي (( قالتها بطريقه مرحه ))
ردت الأم وهي تمسح دموعها : لايابنتي .. ماعاش من خرب فرحتك .. مو مصدقة انك خلاص اخذتي الماجستير اخيرا ...
كملت وفاء : وبإمتيااااااااااااز !!!
رندا : مبروك ياحبيبتي ،، يله شدي حيلك وجيبي الدكتوراه بعد .. سوي اللي ماسويته ههههههه 
وفاء : عاد انتي محد ضربك على يدك وقال لك اتركي الجامعه ، مجرد ابوي قال لك اتركي عنك الجامعه تركتيها فورا.. لاااااا ومن اول سنة بعد !!!
تأففت رندا وقالت بضيق : يعني اللي ابوه سليمان احمد يعرف بالله يدرس ولا يحقق طموح ..
وفاء : صرررفي صرفي يابت وقولي انك مستعجله تتزوجين حبيب القلب سعيد هههههه
احمرررر وجه رندا وقالت لها : وفاء اسكتي ماله داعي هالكلام َ!!
ضحكوا وفاء وامها بصوووت عالي يوم لاحظوا هالخجل ،، حضنتها وفاء وهي تقول لها : يافديت الخجلانه انا ، ان شاء الله يارب نفرح فيك قريب !!
وقت الغدا كان الكل ساكت .. ناظر الأب في بنته وفاء وقال لها :
- وفاء .. لازم نتكلم بعد الغدا سوا ..
حست وفاء بنكد خلاها تترك الملعقة وتسرح في هالقصة اللي ماراح تخلص منها ،، (( وليد )) هالموضوع الأزلي الي مابيخلص !!
*********
(( وليد )) ابن عم وفاء شاب قمة في الأدب والأخلاق ملامحه حلوة ووسيم وطويل ونحيف ابيض البشره وشعره بني مايل للسواد ،، عنده مقهى انترنت ملك له وهو يديره بنفسه كل يوم ،، وهالمقهى فتحه من جهده وتعبه بدون مساعده من احد وابتدى فيه من الصفر
يعشق كوثر البنت الفقيره بجنون ومايقدر يمر يوم مايشوفها او يسمع صوتها ،،
تعرف عليها في مره من المرات يوم كانت جايه تطلع دروس من النت ولأنه ماعندهم نت والجامعه تطلب منها امور تستخرجها من النت ,,,
في ذاك اليوم كان ماشي بالسياره وكوثر معاه ليوصلها بالجامعه ...
لاحظ وليد ان الصمت كان سيد الموقف وحب انه يكسر هذا الصمت :
وليد : الجو بارد اليوم صح ؟؟؟ مابقي شيء ويجي البرد 
كانت كوثر حزينة وشاردة ،، ردت عليه بحزن :
- مو بحجم البرد اللي راح اعانيه يوم نفترق !!!
ونزلت دموعها بدون ماتقدر تتحكم فيها ،، ناظرها وليد بضيقة ومسك يدها بحنان وشد عليها ،، حب يطمنها :
- كوثر ،، نحن لبعض لاتخافي .. انا معاك للنهاية ...
كوثر : وفاء خلصت ماجستير اليوم ،، معاد في لك حجة قدام عمك الصعب !!
وليد : كووووثر ،، واللي يسلم عمرك لاتذكريني ،، هذا عمي اللي رباني واعتبرني ولده !! راح اكون جاحد ان ماسويت طلبه ،، وبنفس الوقت ابغاك انتي !!!!! انا اعشقك لكن عمي مايقبل نقاش بهالموضوع.
وناظر في عيون كوثر الحزينه وشد على يدها بقوة وتابع كلامه :
وليد : ما اقدر اعيش من دونك .. والله العظيم ما اقدر !!! انتي الوحيده الي اتمناها زوجه ، وفاء ماهي اكثر من اختي والله !!
كوثر : حسبي الله على الفلوووس اللي تخلينا نبيع مبادئنا وقيمنا والي نحبهم ..
وليد : .......
كوثر : طيب وش ناوي تسوي ؟؟؟ راح تتزوج وفاء وتتركني ؟؟ راح تنفذ رغبات عمك ؟؟؟ عشن لاتضيع ثروته للغريب صح ؟؟؟ قووول ؟؟؟ ناوي تخلي عمك يشتريك زووج لبنته ؟؟ ترضى تكون كذا ؟؟
دعس وليد بنزين وانطلق بأسرع ماعنده كنوع من التعبير عن القهر .... تابع سواقه سيارته والصمت والحيره تملي عيونه وعقله ...علّى صوت المسجل ع الأخر يمكن يقدر يطرد الأفكار من راسه
*******
دخلت وفاء الغرفه اللي جالس فيها ابوها وفي يدها صينية الشاهي .. هي عارفه ليش ابوها ناداها ،، يبي يفتح معها الموضوع ذاته ( الزواج من ولد عمها )
بس هالمره راح تكون غير لأنها راح تقول رأيها بالموضوع وقررت انها تخرج عن صمتها ،، وفاء كانت تسكت كثييير عشان تساير الوضع لكن هالمره مافي شيء تساير لجله !!
كان ابوها يناظر في الأرض وكأنه يجمع الكلام اللي بيقوله .. غريبه ..راح تسمع الإسطوانة ذاتها ولكن هالمره ليش باين الإهتمام فيه زايد عن حده .. اكيد قرر شيء بهالموضوع ..
وفاء : ابوي .. سم ..
ناظر فيها اخذ بياله الشاهي من يدها وقال :
الأب : يبه ياحبيبتي .. الحين كملتي دراستك وفوقها اخذتي ماجستير صح ولا لا ؟؟؟
وفاء : هذا لأنك اب رائع وماتحب توقف في وجه بناتك >> قالت هالكلام عشان تسايره وتمتص رده فعله ع الرد الي مجهزته له ...
الأب : الحين خلصتي دراستك ومابقي لك شيء تسوينه ... صح ولا لا ؟؟؟
ردت وفاء بسرعة : الا فيه !!!
تغيرت ملامح ابوها وناظرلها متعجب وقال بلهجة حادة :
- اللي هي ؟؟؟؟؟؟؟
وفاء : ابي اشتغل .. ابي اتوظف يابوي .. لازم احقق ولو شيء بسيط من طموحاتي ارجوك .. لازم اثبت نجاحاتي ولا ليش اخذت الماجستير واجتهدت لأجيب احلى درجة !!!
صرخ الأب : لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .. هذه اللي بتجيب اخرتي من جد !!!!!
سكتت وفاء وتابع هو بصراخ : اقوووول انا ماوافقت تكملين دراستك الا لأنه كان شرطك للزواج من وليد والحين جايه تغيري رأيك بعد ما اخذتي عازتك ؟؟؟؟ وش هالدناءه والخساسه الي فيك !!!!.. اتركي عنك هالسخافات واسمعي كلامي .. ترى ما احد في الدنيا يعرف مصلحتك غيري ..
ردت بحدة : وبرأيك مصلحتي ماتتم الا بزواجي من وليد ؟؟؟؟؟ اللي انت وغيرك عارفين انه مايحبني يحب بنت ثانية ومن كل قلبه .. ليش تظلمه وتظلمني معه ؟؟؟
صرخ ابوها بعنف : وفاااااااء .... كم مره اقول لك لاتكلمت اسكتي ولاتردي لييين انا اسمح لك بالكلام ؟؟؟؟؟
قالت بقهر : عفوا ابوي !!!!
كمل ابوها كلامه بكل ثقة ممزوجه بالغضب :
-انتي طبعا عارفه ان وليد الحين طايش ويتسلى لكن وقت الجد والزواج ماراح يحب غير زوجته وبنت عمه اللي هي انتي ..
هنا استجمعت وفاء كل قوتها المهزوزة ووقفت وقالت : سامحني ابوي ماراح اتزوج وليد .. (( ودمعت عيونها ))
وقف الأب وهو مستغرب من جرأتها وبدون تفكير صفعها على وجهها كف قوي طاحت على الأرض من قوته لدرجة ان امها واختها جو ركض ليفزعولها من هالظالم ..
صرخ على امها بكل قوته :
- ايش التربية التعبانه هذه ؟؟؟ في بنت تصرخ بوجه ابوها مابي اتزوج فلان لأنه مايحبني ؟؟ وش هالوقاحة ياربي ؟؟؟ من متى عندنا بنات يقررون من يتزوجووون ؟؟ قولي !!!
وفاء : ماقلت لأنه مايحبني !! انا قلت لأنه يحب غيري ، افهمني ابوي راح يظلمني معاه
صررررخ يبي يسكتها بعصبية :
- يله قومي من هنا على غرفتك ؟؟؟ يـــــــلــــــة !!!!
الأم : وش فيك ياسلمان الله يهديك بس روق وماراح يصير الا اللي يرضيك
صرخ : طبعا غصب عنكم ماراح يصير الا اللي يرضيني أنااا واللي يخالفني لايلوم الا نفسه - وبعدين طالع ع بناته الثنتين وقال - مفهوووووووم ؟؟؟؟
وبعدين طالع في ام بناته وقال لها بإحتقااار :
- وانتي ... ربي بناتك زين وعن الهياتة والدلع !!!
ولملم نفسه وطلع من البيت