recent
أخبار ساخنة

العقوق بشكل صامت

العقوق الصامت !!!
     للكاتبة مها نور
يؤلمني جدا منظر أم في أواخر الأربعين أو الخمسين أو الستين وهي تعكف على خدمة ابنتها العشرينية موفورة الصحة و العافية أو خدمه احفادها الصغار!
يؤلمني جدا أن أرى أباً في آخر الأربعين أو الخمسين أو الستين  يخدم ابنه الشاب العشريني و الثلاثيني الذي لا يفتأ يزمجر و يطالب بحقوقه أو هو من يقوم بشراء مقاضي البيت بدلا عنهم !
إن العقوق ليس صراخا أو شتما أو رفع صوت على الأم أو الأب، بل له صور أخرى صامتة قد تكون أكثر إيلاما من صور العقوق الصريحة !
من البر بأمهاتنا أن لا نستغل عاطفتهن و غريزة الأمومة لديهن في خدمتنا وخدمة أطفالنا !
وكل ما ذهبنا لمكان ما لعمل أو لنزهة تركنا صغارنا عندها  بحجة أن الصغار يكدرون نزهتنا أو بحجة ممنوع دخول الأطفال لمكان ما ثم نذهب نحن لنلهو ونفرح ونترك الأم تعاني مشقة نومها ونومهم فضلا عن نظافة البيت ونظافتهم
من البر بأمهاتنا أن لا نخبرهن بكل صغيرة وكبيرة تكدر خواطرنا … 
لأن تلك الصغائر ما هي إلا هموم تتراكم في قلوب الأمهات المحبات مسببة لهن من القلق و الألم النفسي و الجسدي ما لا يمكن أن يتصوره الشباب و الشابات !
إن نفس الأم و كذلك الأب عند كبرهم تصبح نفساً رقيقة تجرحها كلمة؛
لنسعدهما كما أسعدونا ونحن صغار
لنضغط على أنفسنا قليلا من أجلهما كما ضغطوا على أنفسهم كثيرا وحرموا أنفسهم من متع عديدة لكي لا تربينا خادمة أو لكي لا نبقى وحدنا في البيت !
أعمالنا وأبناؤنا مسؤوليتنا وليسو مسؤولية أمهاتنا وآبائنا ! لقد تعبوا بما يكفي وآن لهم أن يستريحوا و يعيشوا في هدوء واسترخاء !
الأم الستينية اليوم في مرحلة تُخدَم فيها و لا تَخدِم ! 
إن الأب الستيني أو السبعيني اليوم في مرحلة قطف الثمار،
ولابد أن نتذكر دائما أن آيات البر بالوالدين جاءت عامة ثم مخصصة للوالدين عند كبر سنهما لما يحدث لهما من ضعف و تغيرات نفسية و جسدية لا يمكن أن يستوعبها الشباب غالبا، لذلك جاء التذكير 
قال تعالى :
إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريماً”
google-playkhamsatmostaqltradent